-A +A
أحمد النمازي (جازان)
شهدت أسعار الفل ارتفاعا متسارعا وصل إلى أرقام هائلة كان هناك من يبررها وهم التجار وهناك من تذمر منها وهم الأهالي الذين قالوا إنهم يضطرون إلى دفع مبالغ طائلة فى كل مناسبة يقيمونها وهذا الارتفاع في نظرهم غير مبرر إطلاقا.
وقد أجرينا في «عكاظ» تحقيقا كان محور حديثنا فيه عن الفل الجيزاني «البلدي» غير المستورد الذي يأتي من مزارع الفل المنتشرة في منطقة جازان، تحدث بعض الأهالي عن أرقام غير مسبوقة وأنه من غير الطبيعي أن تصل إلى هذا الحد خصوصا الفترة الأخيرة، وقد أبدوا تذمرهم من أعذار التجار وأصحاب مزارع الفل الذين عزوا ارتفاع الأسعار حاليا إلى قلة العمالة الوافدة التي كانت تساعد في سقاية وجني الأشجار والاعتناء بها كما يقول نذير الأحمر، الذي يشرف على إحدى مزارع الفل، ويضيف «إن من بين الأسباب ارتفاع أسعار الأسمدة بأنواعها ما يزيد التكلفة علينا خصوصا وأن شجرة الفل بحاجة إلى عناية خاصة ودورية ليستمر إنتاجها لزهرة الفل».

وهناك من أرجع السبب إلى برودة الطقس الذي تقل فيه الإنتاجية عن فترات الصيف التي تشهد انتعاش الأسواق.
يقول المواطن هشام الشيخ «البائع يلقي باللوم على التاجر والتاجر يلقيه على أصحاب المزارع، وهم بدورهم لهم أسبابهم التي يرون أنها منطقية، أما أنا فأرى أن ما زاد من لهيب الأسعار هو انحسار تدفق الفل المستورد الذي كان يأتينا من اليمن، حتى الفل البلدي أصبح في الغالب مغشوشا ويتم خلطه مع الفل الخارجي وعلى ضوء ذلك تجد أن المواطن هو المتضرر من هذا الأمر».
يقول عبده إبراهيم «لقد توقفت عن بيع الفل بسبب الارتفاع الخيالي للأسعار فالكمية التي كنت أشتريها في الماضي بـ1000 ريال وصلت سعرها إلى 3500 ريال يزيد وينقص ومع قلة العمالة الوافدة التي تقوم بخياطة الفل إلى سبحة أو متراصات أو طواقي لم يفوت من بقي منهم الفرصة، فالسبحة التي كانت تباع بما بين 3 و5 ريالات أصبحت تباع بعشرين ريالا والكبش العادي ارتفع من 20 إلى 200 وقس على ذلك باقي الأشكال فقد يصل سعر عقد الكبش المبروم إلى 1500 ريال وأكثر بكثير حسب طلب الزبون ثم إني لا أتحمل ما يقوله الزبائن مع قلتهم عن ارتفاع الأسعار وكأنني السبب».